الرئيسيةمقالاتيستطيع علم الفلك أن يحدد لنا بدقة متناهية موعد (ولادة الهلال)
مقالات

يستطيع علم الفلك أن يحدد لنا بدقة متناهية موعد (ولادة الهلال)

قاسم الشاعر

 

يستطيع علم الفلك أن يحدد لنا بدقة متناهية موعد (ولادة الهلال)، وفي أي ساعة ودقيقة يكون موجودا.
كما يستطيع تحديد إن كان متواجدا في السماء بعد الغروب، ولكم من الوقت يظل متواجدا. ويستطيع افتراض إن كان يمكن رؤيته أم لا.
كل هذه المعطيات يستطيع العلم تحديدها. لكن،
هل يستطيع العلم أن يعطينا تعريفا لبداية الشهر؟
فما هو تعريف بداية الشهر:
هل هو تولد الهلال؟ أم تواجد الهلال في السماء بعد الغروب؟ أم هو تواجده بحيث يمكن رؤيته؟ وما هي المعايير التي نحكم بناءً عليها أن الهلال (يمكن رؤيته)؟ هل هي بقاء الهلال مدة من الزمن في السماء بعد الغروب؟ وما هي هذه المدة؟ أم هي وقوعه على زاوية نظر معينة؟ وما هي هذه الزاوية؟ وما احتمالية صواب هذه الزاوية أو المدة؟

يستطيع العلم أن يعطينا تفصيلات تقنية دقيقة للغاية، ومعلومات جد مهمة وهو قادر على قياس كل المعطيات السابقة.
لكنه يعجز أن يجيبنا عن السؤال المحوري: ما هو تعريف الشهر؟!
لذلك حين تقول أنك مع تحديد الأشهر بناءً على العلم. فلطفا وضح قولك بناء على أي معطى من معطيات العلم السابق ذكرها؟ كل النقاط السابقة يستطيع العلم تحديدها وقياسها، لكن أيها تعتبره مرجعا لتحديد بداية الشهر؟
أي قول ستقوله للتحديد هو ضرب في الغيب، واتباع لظن وليس عليه أي دليل سوى رغبتك.

فرجاءً دعونا من التكرار المقيت لمقولات من قبل (العلم وصل القمر ولساتكم مش عارفين تحددوا بداية شهر)
لأن ذات العلم لا يصلح للتعريفات.
فالتعريف هو ما توافق الناس عليه، أو جاء به نص شرعي، أو فكر بشري. لكن ليس التعريف منتجا علميا!

وهذا يقودنا لمسألة أعم وأهم، وهي أن العلم أداة تابعة للفكر، وأن المعارف المادية تتبع الدين ولا تحكم عليه.
محكومة للدين لا حاكمة عليه.
العلم لا يعطينا التعريفات، بل الدين والشرع هو ما يحدد التعريفات. ثم نستعين بالعلم ليسهل تطبيق وإدراك هذه التعريفات.

لذلك وجب علينا التواضع قليلا، وإنزال كل أمر منزله.
وإدراك أن العبادات يحددها الشرع لا الفيزياء. والتعريفات يحددها الرب ونستعين بالعلم لإدراكها وتطبيقها كما أراد الله سبحانه.

– في هذا المنشور لا أنفي أو أثبت رأيا. لكن أنبه حضرة القارئ إلى أن القول باتباع العلم لتحديد الشهور من دون تفصيل ولا توضيح التعريفات لا يعد انفتاحا ولا تقدميا وإنما هو محض آيديولوجيا واتباع “لدين العلم” لا للمنهج العلمي.

وحتى يرتاح الكل، عشان “متتشنجوش”
ورد في بعض الأحاديث ما معناه: أن أول يوم يصومه المسلمون هو بداية شهر الصوم، واليوم الذي يفطر به المسلمون هو يوم العيد، واليوم الذي يُضحّون فيه هو يوم النحر.
ديننا دين يسر وبساطة، متى توافقنا على بداية شهر فهو. ومتى توافقنا على موعد نُسك فهو ما اتفقنا عليه… المهم منشدش ع حالنا كثير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *