الرئيسيةمقالاتجيــل قرآنـي فريـد
مقالات

جيــل قرآنـي فريـد

بقلم: ياسر مناع

ربى رسول الله صلى الله عليه وسلم جيلا من الناس -جيل الصحابة رضوان الله عليهم- جيلاً مميزًا في تاريخ الإسلام كله بل فى تاريخ البشرية، بقي جيل الصحابة وسيرتهم الطيبة محل دراسة عند أصحاب الدعوة الإسلامية في كل أرض وفي كل زمان ولازلت قصص صبرهم في بطن مكة مبعث صبر ودافع صمود وذات أثر في طرق الحق وفي وجه كل إبتلاء، فلم يحدث قط أن تجتمَّع مثل هذه الشخصيات في مكان واحد كما حدث في الفترة الأولى من حياة الدعوة.

قد تقول الان إن قرآن الكريم بين أيدينا متوفر في هذا الإيام وبأشكال مختلفة بعضها إلكتروني وملون وكبير وصغير، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته الكريمة كذلك الأمر، وهذا لم يكن بين أيدي ذلك الجبل الأول الذي لم يتكرر في التاريخ، فهل كان شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم هو السر في ذلك الجيل؟ وبعد دراسة صحيحة وتفكير عميق فإن الشهيد ” سيد قطب ” رحمه الله يجيبك على هذا التساؤل في كتابه معالم في الطريق.

لو كان وجود شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم حتميًّا لقيام هذه الدعوة ما جعلها الله دعوة للناس كافة، وما جعلها آخر رسالة إلى آخر الزمان حيث الله سبحانه تكفل بحفظ الذكر والدين، فاختارسبحانه رسوله إلى جواره بعد ثلاثة وعشرين عامًا من الرسالة وأبقى هذا الدين من بعده إلى آخر الزمان ، إذن مع الأثر البالغ الذي اوجده الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوسهم وصقل شخصيتهم إلا أن وجوده الكريم بينهم لا يفسر كل الظاهرة ولا يعللها.

وقال صاحب الظلال أن المكون لأول لهذا الجيل الفريد أنهم شربوا من النبع الصافي واستقوا هو القرآن الكريم ، حيث عزفوا عن كل شيء من نتاج الحضارات الأخرى كالرومانية واليونانية واتخذوا القرآن وحده بالإضافة الى هدي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو ثمرة من ثمار القران.

وكان المكون الثاني في ذلك الجيل هو منهجهم في العلم والتلقي للتنفيذ حيث إنهم لم يكونوا يقرؤون القرآن بقصد الثقافة والاطلاع، إنما كان يقرأون القرآن ليتلقوا أمر الله في خاصة شأنهم وشأن مجتمعهم ، فكان الصحابي كما في حديث ابن مسعود انه لا يتجاوز العشر آيات حتى يحفظها ويعمل بها.

المكون الثالث لذلك الجيل الرباني كان الصحابي حين دخوله في الإسلام يخلع على عتبته للباس الجاهلية وعاداتها وتقاليدها حين ويكأن الواحد منهم يولد بقلبٍ جديد ويبدأ عهداً جديداً منفصلاً عنما مضى.

ختاماً ما أحوجنا الى ذلك الجيل في هذه الأيام التي سجن فيها أهل القران وأصبحت سير الصحابة ومأثرهم في كتب المدارس فقط وضيعت الأحكام وأصبح الحفظ والقراءة من أجل لقب حافظ أو قارئ إلا من رحم ربي فكن أنت من ذلك الجيل وتميز بين إخوانك وأقرانك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *