الرئيسيةمقالاتملاحظات حول التدين المنحرف
مقالات

ملاحظات حول التدين المنحرف

بقلم: عبد المهدي الزهور

  1. بعض المتدينين..يسيء إلى الله بسوء قوله أو بسوء فعله….سوء القول يكون بالوعظ الفظ والغليظ وكأنه شرطي يسعده أخطاء الآخرين وانحرافهم أكثر من استقامتهم .. وليس محامي يخفف ويدافع ويعالج. عشان يمسح الأرض في كرامتهم…وكأنه مالك خازن النار يدخل من يشاء فيها ويعفو عمن يشاء…وهذا تأله وجهل هذا سوء القول…أما سوء الفعل..فصوره كثيرة ومتعددة… فتراه يحافظ على الصف الأول في المسجد وهذا جميل ورائع وواجب…ولكن تراه مش صلح مع اثنين..وطوشات شبه يومية على أتفه الأسباب…واحقاد تستشري وتمتد..حتى يشعرك بعضهم أنه لا يحب مخلوق…

 

  1. يعشق التحريم والتشدد والتنطع..والتنفير.أكثر من التيسير والتبشير والاعتدال…وسيد الخلق يقول: بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا…وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما…أما هو ما خير بين أمرين إلا اختار أعسرهما..

 

  1. ينتظر بالناس العقاب لا المتاب…كجاهل يسأل الإمام محمد الغزالي..بامنية أن يلقي الله صاحب المعصية في النار…فيقول السائل الجاهل: يا شيخ!!! ما حكم تارك الصلاة؟؟؟ متمنيا أن يحصل على إجابة تدخل تارك الصلاة النار فورا…فقال الحكيم الغزالي رحمه الله: حكمه أن تأخذ بيده الى المسجد. هذا لا يعني أن ترك الصلاة سهل…بل جريمة كبرى وعاقبة تركها خسرا…المقصود هو كيفية العلاج لا التهوين لا سمح الله من أهمية الصلاة.

 

  1. وأنا في إحدى الإذاعات المحلية عندنا في الخليل..للمشاركة في مسابقة أجمل صوت في تلاوة وتجويد القرآن الكريم..وكان معي بعض بنياتي الصغار (صف 6، 7..هيك اشي)..فإذا بطالب أظنه صف 6..صاحب صوت رائع وجميل جدا…واثناء الانتظار…سألني والده ما رأيك في صوت ابني ؟؟ قلت: ما شاء الله رائع وجميل ربنا يوفقه..فأذهلني في رده وفهمه.. حيث قال لي : هذا الولد من الأوائل في المدرسة…بدي اخلي يترك المدرسة… وأرسله إلى سيريلانكا ليحفظ القرآن في سنتين ويعود…فناشدته بالله أن لا يفعل ووضحت له الأسباب.

 

  1. حاورت أحدهم عن أهمية وضرورة التعليم للمرأة..في ظل رفضه الشديد لتعليم بناته في المدرسة..معللا ذلك بأن المناهج…مناهج استعمارية.. وان البنت وهي في ذهابها وايابها يلمحها الشباب ويؤذوها… لذا حرم بناته من التعليم لهذه الأسباب التافهة…وتركهن يرعين أغنام له في شعاب الجبال وأوديتها…. بالله عليكم أي فهم وأي تدين جاهل مغشوش… يسيء لهذا الدين العظيم.. ورحم الله الشيخ محمد الغزالي حين الف كتابه ( هموم داعية) بسبب هيك جهالات.
  2. الأدهى والأمر أن يكون متدينا وعنده نعرة الجاهلية الأولى من ولاء للقبيلة أكثر من الولاء للدين…سلمان يقول: أبي الإسلام لا أبا لي سواه….. وهو يقول؛ أبي القبيلة لا أب لي سواها…. ولا تعارض أن احب قبيلتي إن دارت مع الدين حيث دار… أما على الحق وعلى الباطل… فباطل. وأخيراً…ويسأل سائل هذا الداء وما هو الدواء؟ الدواء…. الواجب على من ينصب نفسه إماما للناس.. أن يقرأ ويفهم دينه فهما سليما كما نزل على محمد..بعيدا عن الغلو والتشدد والتنطع…وبعيدا عن التسيب والتمييع ومجاراة الغزاة في فهمه….وأن يكون حضرة المتدين نموذجا وقدوة في فهمه وقوله وسلوكه..حتى يترك أثرا في نفوس من يخالطهم… لا يخالطهم وهو كارهون لقوله وفعله … هذا وبالله التوفيق.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *