الرئيسيةمقالاتمن هم الرجال (أمنية عمرية)
مقالات

من هم الرجال (أمنية عمرية)

عبد المهدي الزهور

حين سأل عمر رضي الله عنه..بعض الصحابة عن امنياتهم… فأجاب كل واحد منهم إجابة مختلفة عن الآخر لكنها كلها أماني تقربهم إلى ربهم…إلا أن عمر رضي الله عنه…. أجاب إجابة مختلفة.. فقال: أتمنى أن يكون عندي رجال أمثال ابو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة..ومعاذ بن جبل.. وفي ذلك إشارة عمرية إلى أن الرجال هم أعز وأغلى من كل معادن الأرض وزينتها الظاهرة..لذلك كانت وجود الرجولة عزيزة في دنيا الناس، لأن الناس كما قال الصادق المصدوق الناس كابل المائة لا تكاد تجد فيهم راحلة) والراحلة هي التي تحمل الحمل الثقيل. بلا أنين ولا شكوى وبلا ضغف أو استكانة..ومن هنا وضحت لنا بعض آيات القرآن الكريم معنى الرجولة الحقة ومواصفاتها… منها قوله تعالى: رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر… فالتجارة والبيع لا بد منها وهي مشروعة بل مطلوبة بل واجبة على صعيد الفرد والجماعة ليبقى الرجل المؤمن والجماعة المؤمنة قوية في اقتصادها تنفق وتتصدق وتنتج وتستثمر وتبني حضارة مادية قوية ومهابة بين الامم ومع ذلك لا تلهيهم تجارتهم ومشروعاتهم عن اقامة ذكر الله والصلاة وباقي الشعائر الدينية لتكون كل حركات المؤمن في الوجود باسم الذي خلق فسوى وقدر فهدى… والرجولة الحقة ليست بالجسم الفاره او العضلات المفتولة..خشية ان يكون اصحاب هذه المواصفات كأنهم خشب مسندة..فلا سمع ولا بصر خراف ربهم علف…بل تكون الرجولة بالايمان الصادق( من المؤمنين رجال…وضابط الرجولة الايمان وضابط الإيمان الصدق…وإلا أي رجولة بدون ضابط الإيمان الصادق تكون مصارعة ثيران… كما أن الرجولة قوة نفسية مستمدة من عقيدة الإسلام القوية التي تحمل صاحبها على معالي الأمور وتبعده عن سفاسفها… قوة تجعله كبيرا في صغره غنيا في فقره..قويا في ضعفه…عزيزا في غربته.. قوة كما قال الرافعي بتصرف… تحمله على ان يعطي قبل أن يأخذ وان يؤدي واجبه قبل أن يأخذ حقه…وأن يدعو إلى الحق وإن لم يتحقق وان يقاوم الباطل وإن ساد وغلب وان يقوم للواجب لأنه واجب وإن لم يأت بكبير فائدة. فعمر رضي الله عنه كان صاحب نظرة ثاقبة وفهم دقيق وإيمان عميق..حين لم يتمن فضة ولا ذهب بل تمنى رحال من الطراز الذين تنفتح عليهم كنوز الأرض وأبواب السماء.. وهنا أستحضر موقف خالد حين حاصر الحيرة فطلب من أبي بكر مددا فما امده إلا برجل واحد هو القعقاع بن عمرو وكان يقول عنه (ابو بكر) لصوت القعقاع في الجيش خير من ألف مقاتل. كما أن الرجولة ليست بكبر السن أي أصبح عره ثمانون او تسعون أو أقل أو أكثر..فكم من شيخ عمره في السبعين وعقله في سن السابعة…يفرح بالتافه ويبكي على الحقير ويتطلع إلى ما ليس له فهو طفل صغير ولكنه ذو لحية وشارب..وختاما… ما أحوجنا لشباب هذه الامة في هذه الأيام ان يكون رجالاً لا ذكورا لانه ليس كل ذكر رجل…يكونوا رواحل ينصرون امتهم في كل ساح وفي كل حين..سائﻻ المولى عزوجل أن يهيئ لأمتنا رجال أمثال ابو عبيدة والعز بن عبد السلام وابن تيمية وغيرهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *