الرئيسيةمقالاتأين نحن من فريضة الجهاد في رمضان؟
مقالات

أين نحن من فريضة الجهاد في رمضان؟

بقلم: ياسين عز الدين

 

يعرف رمضان بشهر الفتوحات والانتصارات، وأغلبنا يحفظ الانتصارات التي حققها المسلمون في رمضان مثل بدر وفتح مكة وعين جالوت، لكن أين ذلك من حياتنا وممارساتنا اليومية؟

خاصةً أننا أصبحنا بأمس الحاجة لفريضة الجهاد في رمضان هذا العام، لتزامنه مع تصاعد الهجمة الصهيونية على القدس والمسجد الأقصى، واستجابة لدعوات التصدي للاحتلال (مسيرات العودة والمظاهرات الرافضة لنقل السفارة).

والجهاد ليس فقط حمل البندقية لمحاربة الاحتلال الصهيوني، فالله أمرنا بالإعداد على كل المستويات “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة”، فانعدام البندقية والصاروخ لا يسقط فريضة الجهاد.

والسؤال هل أعددنا كل ما هو باستطاعتنا من أجل الدفاع عن القدس والأقصى وحقنا السليب في فلسطين؟

أم أقنعنا أنفسنا أننا ضعاف وأن فريضة الجهاد قد سقطت عنا؟

الحجر جهاد، والزجاجة الحارقة جهاد، وقطع الطريق أمام الاحتلال جهاد، ومحاربة الاحتلال في المنابر الإعلامية جهاد، وكل ما يضيق على الاحتلال ويحاصره هو جهاد (مع تفاوت درجات هذا الجهاد)، فهل فكرنا بخوض هذه المجالات من الجهاد؟

ولعل من المزالق التي يقع بها الكثيرون من الشباب المتدين، أنهم يقدمون قيام الليل وقراءة القرآن على فريضة الجهاد، بحجة أن رمضان هو شهر العبادة، وفرصة لاقتناص الطاعات وزيادة الحسنات.

أليس الجهاد فريضة؟ أليس خروجك نصرة لمسرى الرسول عليه الصلاة والسلام وتحريره من دنس الاحتلال جهادًا؟

أليس الجهاد ذروة سنام الإسلام؟ أليس التولي يوم الزحف من الكبائر؟ فما بالكم بهذه اللحظات العصيبة التي يسعى الاحتلال ومن يدعمه لتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي؟ هل نترك فلسطين تضيع كما ضاعت الأندلس؟

فكيف تتركون ثغرة الدفاع عن الأقصى؟ وكيف تتركون نصرة المحاصرين في غزة؟ ما هو أولى: انقاذ مليوني محاصر في غزة أم ختم القرآن مرة كل ثلاثة أيام؟ هل سينتظركم نتنياهو حتى تنهوا قيامكم ويعطيكم مهلة لتستعدوا؟

نعم صحيح أنت لا تملك القوة لتحرر الأقصى في يومين، ولا فك الحصار عن غزة في أسبوعين، لكنك تملك بذل جهدك، وجهدك هذا لن يذهب سدىً بل هو جزء من جهد تراكمي سيثمر في النهاية.

لكن بدون جهدك الذي تبذله، فلن نرى النصر أبدًا، فالله تعالى اشترط علينا النصر: “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”.

فلا تترك ساحات الجهاد من أجل ختم القرآن، وإن استطعت التوفيق بينهما فهو أفضل بكل تأكيد، لكن ساحات الجهاد اليوم تطلب كل جهدٍ مهما كان بسيطًا، ولا يعقل أن تكون ساحات الضفة والقدس هادئة في الوقت الذي يشتد الحصار على غزة وتهويد المسجد الأقصى، وإن تخاذل غيرك وتولى فلتسد أنت الثغرة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *