الرئيسيةمقالاتفهؤلاء ليسوا عبّادًا لرمضان
مقالات

فهؤلاء ليسوا عبّادًا لرمضان

بقلم: علاء الزعاقيق

ما أن يأتي شهر رمضان المبارك في كل عام، ويرخي ستاره الجميل علينا، حتى تمتليء المساجد بكثرة الوافدين ليشهدوا صلاة الجماعة وحضور حلقات العلم ودروس الذكر وما أن ينتهي هذا الشهر حتى تعود المساجد كما كانت تشكوا إلى الله قلة المصلين، فتجد من هؤلاء الناس من يثير الإزعاج والفوضى بسبب جهله بحرمة المساجد وعدم إدراكه لفضل هذا الشهر وقدره، فمن رواد هذا المسجد المحافظين على الصلاة فيه طوال العام من يضيق ذرعًا بهؤلاء فيسارع بوصفهم: بـ”عبّاد رمضان”!

ولو توقف الأمر عند عوام الناس لكان وقعه على نفس الوافدين الجدد يسيرًا، لكن الأمر تجاوز ذلك حتى وصل إلى بعض من يجب أن يصححوا المفاهيم الخاطئة، ويقوِّموا الاعوجاج، وينيروا هذا التجمع بنور التبشير والتيسير، ألا وهم أئمة المساجد والخطباء والوعاظ، فمنهم من يسارع بهذا الوصف فيكونوا سببًا لهجران المساجد من حيث لا يدرون، والمفترض منا كدعاة إلى الله أن نبشر لهذا الدين ولا ننفر، وأن نمسك بأيدي هؤلاء الوافدين الجدد برفق ولين ونعلمهم كيف يكونوا ربانيين لا رمضانيين، وكيف تتعلق قلوبهم ببيوت الله طوال العام، بدل أن نعليرهم بسبب معصيتهم لله، والنبي الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول: (يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم).

إننا كدعاة بحاجة ماسة إلى تجديد طريقة الخطاب الإسلامي، والقناعة بأن الدعوة إلى الله تحتاج إلى فن في التعبير من أجل أن نحبب الناس بدين الله ونربط القلوب بحبل الله المتين، ونعلقها ببيوت الله لماذا لا نستقبل هؤلاء بالابتسامة والترحيب، ثم نربت على أكتافهم برفق ولين؟

وما قصة ذلك الأعرابي الذي بال في المسجد، وكيفية تعامل النبي صلى الله عليه وسلم ورفقه مع صاحب الخطأ إلا دليل يرشدنا إلى ذوقيات إسلامية على كل داعٍ إلى الله أن يستنير بها، وكما قالها أحد الصالحين: كونوا ربانيين ولا تكونوا رمضانيين,

وأخيراً؛ لا يليق بداعية إلى الله أن يخاطب الناس بطريقة التجريح والإيذاء، فالتدرج في التغيير واللين في الخطاب هو الحل الأسلم مع من شغلته دنياه عن آخرته.

والحمد لله رب العالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *