بقلم: عمران الجمل
أيامٌ قليلةٌ ويقبل علينا شهر الخير والبركات، شهر رمضان المبارك – أعاننا الله على صيامه وقيامه-.
بيوت الله تمتلئُ أو تكاد! ويقبل الناس على المساجد كما لو أنها لا تفتح إلا في رمضان فقط! فأين نحن من الأحد عشر شهرًا الباقين؟!
في بداية الشهر الفضيل تجد في بيوت الله أناسًا ربما كان آخر مرةٍ صلّوا فيها جماعة في المسجد رمضان السابق! وقد تجد أيضًا بعضًا آخر ربما أول مرة في حياته يدخل المسجد!
وبطبيعة الحال ومن واقع التجربة والمشاهدة تجد المساجد في أوائل الشهر الفضيل تمتلئ بالمصلين، وفي بعض الأحيان يصلي الناس خارج المسجد؛ لعدم وجود فراغ ومتسع داخله، ثم يبدأ المصلون بالانسحاب شيئًا فشيئًا إلى أن يصل الحال في نهاية الشهر إلى ما كان عليه قبل رمضان! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولو فقه الناس لكان الأمر عكس ذلك تمامًا؛ فقد كان عليه السلام في العشر الأواخر يشد المئزر، وفي ذلك كناية عن الاستعداد والعزم على الطاعة والإقبال على الله والتذلل إليه بأقصى الطاقات والإمكانيات، فهنيئًا لمن فَقِهَ وعمل وأخلص العمل!
يا أركان المسجد من القلة المصلين والمداومين بالحضور للصلاة جماعة في المسجد وفي مقدمتهم إمام المسجد، رفقًا بإخوانكم المقبلين، ولا تكونوا عونًا للشيطان عليهم، وأعينوهم وعلموهم وخذوا بأيديهم وليكن حسن المعاملة ولطف العبارة ولين الحوار والموعظة الحسنة عنوانكم وشعاركم.
ولا ينبغي بحال من الأحوال أن تقول لإخوانك المقبلين على الصلاة في المسجد هي أيام أو أسابيع قليلة وينقضي الشهر ثم تعودون لما كنتم عليه ولا نراكم إلا في بداية رمضان المقبل!
إياك ثم إياك أن يصدر منك ذلك؛ فكما الرصاصة تقتل فكذلك الكلمة؛ فلا تكن قاتلًا لمشاعر إخوانك، وكن داعيًا بالحكمة والموعظة الحسنة، وخذ بالأسباب والنتائج على الله.